vendredi 27 juillet 2007

الصباح : مداولــة : رضيع في ضيافة الشرطة

المصطفى صيفر
26/07/2007

في الوقت الذي كان فيه البحث التمهيدي جاريا مع مدير نشر جريدة "الوطن الآن" عبد الرحيم أريري ومصطفى حرمة الله، انتقل أفراد من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية الى منزل حرمة الله واعتقلوا زوجته وفاء، وتوجهوا بها الى مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بحي المعاريف، وكان رفقتها رضيعها، الذي لم يتجاوز بعد شهره التاسع، دخل الرضيع الى مقر الأمن وهو يحملق في من حوله، في ما كانت أسئلة المحققين تتقاطر على زوجة حرمة الله، وتجيب عنها بالقدر الذي تستطيع، إذ لا علاقة لها هي أو رضيعها بسر من أسرار الدولة ولا طبيعة اشتغال زوجها
كان الرضيع يعتقد أن كل الذين حوله في مقر الأمن أفراد عائلته، وأنهم فقط يجلسون في مجلس عائلي، لكن سرعان ما تبدل لونه وأدرك أن الامر ليس كذلك، فهو لم يشعر بالمداعبة ولا بدفئ الحنوالذي عاهده في كل مكان زاره بين أقرباءه، زقبل منتصف الليل ، أطلق العنان لصرخاته ، معبرا من خلالها عن رفضه الأسلوب الخشن الذي عومل به، هزت صرخاته جدران القاعة التي كانت بها أمه ورقت لحاله، فيما لم يتحرك أحد لرفع الاسر عنه وتركه يلهو ويحبو وينطلق كما في عادة براءة الرضع
رضيع في الإعتقال بسبب اشتغال والده في الصحافة، غاب عنه الحليب والحفاظات، ما زاد في حدة صرخاته التي ضجر منها من حوله من محققين،زما إن طلعت شمس الصباح حتى هرول المحققون إلى بيت والد مصطفى حرمة الله يطلبون القدوم الى مقر اللى مقر الأمن من أجل تسلم الطفل لأنه صدعنا الليل كله
الطفل لم يجن على أفراد الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، وسلاحه الوحيد للدفاع عن نفسه وعن أمه كان هو البكاء وبصوت عال، وبكاؤه هذا ليس استعطافا بل هو تعبير عن الإحتجاج على التعسف والوضع رهن الحراسة النظرية دون ذنب ارتكبه
كانت الحيطة سيدة الموقف، فلم يكن أحد من أفراد عائلة مصطفى يفهم ما يقع، إذ أن أصهاره زج بهم كلهم تقريبا في النيابة للبحث معهم ، فكل من توجه الى الكوميسارية للسؤال عنه كان يستضاف بها ليلة ، وهو الامر الذي دفع الى التردد في التوجه إلى مقر الفرقة الوطنية من أجل تسلم الرضيع، وكان يعتقد أنها حيلة يراد من ورائها إضافة معتقلين جدد، لم يستمر التردد طويلا بعد أن كسرته أم مصطفى حرمة الله لتقرر "عتق" حفيدها الرضيع من الحراسة النظرية ، وإن اعتقلت بدورها فذاك على الاقل سبيل لتفقد أحوال حفيدها والبقاء بجانبه، لكن كان الامر جديا فالرضيع شنف أسماع المحققين بالصراخ فتخلصوا به بهذه الطريقة

Aucun commentaire: