mardi 24 juillet 2007

مجرد رأي : نصف الكأس!

4/07/2007 سمير شوقي
من الخصوصيات المغربية العجيبة أن تطلع عدد من الجرائد الرسمية والحزبية في عز أزمة الزملاء في أسبوعية «الوطن الآن» تعدد تجاوزات الصحافة وتعتبرها جاحدة لا ترى إلا ما هو أسود في هذا المغرب.. وتزايد على زملائها بجرعة وطنية زائدة في ظرف يتطلب أكبر قدر من تعبئة حملة الأقلام أمام الهجمة الشرسة التي تتعرض لها حرية الصحافة بالمغرب.ومن المفارقات أو الترتيبات التي وضع هندستها أولئك الذين يحنون للفكر الواحد، أن تخرج يومية ناطقة باللسان الفرنسي لحزب مغربي كبير في نفس اليوم بمقال يسير في نفس المنوال ويعدد «التجاوزات بصيغة الجمع» التي تسقط فيها «بعض» الصحف ودائما، على صدر صفحتها الأولى، وبنفس المحبرة تقول إن هناك صحفا لا يعجبها العجب وتجد لذتها في فتح صفحاتها فقط لمآسي المغرب وكأنها تريد أن تجر المغرب للخلف!وفي الواقع يحتار المرء أمام هذا المنطق المقلوب. ففي كل دول العالم التي تقول إنها ديمقراطية توجد حرية الصحافة كأولى الأولويات لأنها خدمة عمومية تقدم لدافعي الضرائب الذين من حقهم أن يطلعوا على الأخبار التي تدلهم أين تصرف أموال الضرائب التي يدفعونها. أما عندنا فهناك جهات تحن إلى مغرب الستينيات والسبعينيات.. مغرب. كان كل من ينتقد الوضع فيه يصنف في خانة أعداء الوطن ومساخيط الملك.. حتى لا نقول خونة الأمة!واليوم يعود هذا الخطاب وبحدة. يعود في ظرف تعيش فيه الصحافة أسوأ أيامها في العشر سنوات الأخيرة، فلأول مرة يُقتاد صحفي مكبلا بالأصفاد ويسجن كأي مجرم عات لمجرد أنه نشر أخبارا ووثائق لم تعجب المؤسسة العسكرية، وهذا نقاش آخر.ما يهمنا هنا، هو موقف الجسد الإعلامي أمام انتكاسة حرية التعبير بالمغرب الذي يقول عنه مقدمو نشرات الأخبار الرسمية إنه دولة الحق والقانون. واضح أن الجسد الإعلامي تعرض لخرق مخطط يبدو أنه أعد له جيدا درءا لأي حملة تضامنية لحملة الأقلام قد تجد صداها بأوربا وأمريكا. لكن ومهما حاول أولئك الذين يرون في النقد الصادق مجرد تحريض وتشويه لسمعة البلد ومهما حاولوا حماية المفسدين الذين يعيثون حقا في هذا البلد فسادا، فإنهم لن يفلحوا ولن ينجحوا لأن الذي يملك إرادة قوية يعرف جيدا أن الله عندما يسد بابا.. فإنه يفتح أبوابا.. هكذا يتعلم كل المغاربة الأحرار من أجدادهم.إن أولئك الذين يعيبون على «بعض» الصحف كونها ترى ما هو أسود فقط في المغرب لا يرون إلا نصف الكأس المملوءة.. ويفتحون صفحاتهم للتدشينات ولبرامج الخير والنماء ومغرب «كولو العام زين» ومع ذلك لم يقل لهم أحد لماذا تختارون فقط نصف الكأس المملوءة. ومن أجل توازن مشروع.. هو من حق المواطن دافع الضرائب، من حقه كذلك أن توجد صحافة تقول له ما يجري في نصف الكأس الفارغ، على الأقل لنمنحه الصورة كاملة.مع الأسف، إن مصيبة البعض أن صدرهم يضيق لنصف الكأس الفارغة، وحتى عندما نتحدث عما تحقق.. لأنه لا أحد ينكر أنه في الثماني سنوات الفارطة تحققت أشياء إيجابية كذلك، فإنهم لا يحتفظون في مخيلتهم إلا بالأشياء السلبية وهذا أمرهم. أما الصحافة الشريفة، الحرة، النزيهة فإنها تواصل رسالتها بكل طمأنينة.. رسالة واضحة لا لبس فيها وهي خدمة دافعي الضرائب دون خلفيات سياسية أو اقتصادية..هناك «زملاء» يستحقون أن يرفع لهم حملة الأقلام أكف الدعاء بأن يعودوا إلى رشدهم وأن يدركوا أن زمن الصوت الواحد والرأي الواحد والتيار الواحد والإعلام الواحد قد انتهى بلا رجعة.. لأن الظروف العالمية فرضت ذلك وليس منة من أحد.وحتى ذلك الحين نقول لهم، لكل واحد في الكأس نصفه،
وليختر كل واحد فريقه، وفي ذاك فليتنافس المتنافسون
!

Aucun commentaire: